مدينة المرح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


fuŋŋч ≈ тσωи
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تفسير سورة البينة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اميرة البحور
مشرفة القسم الاسلامي
اميرة البحور


المساهمات : 566
تاريخ التسجيل : 27/07/2008

تفسير سورة البينة Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة البينة   تفسير سورة البينة Icon_minitimeالخميس أكتوبر 01, 2009 3:48 am

اليوم جبت لكم تفسير لسورة البينة
بسم الله الرحمن الرحيم : تفسير سورة البينة B2 لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ </A>تفسير سورة البينة B1 .
قول الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ </A>تفسير سورة البينة B1 هذه الآية أشكلت على كثير من العلماء، وحصل في كلام كثير منهم اضطراب، وحصل فيه تفسير لهذه الآية بما قد يناقضها مما يأتي من الآيات بعدها، ولكن هدى الله -جل وعلا- بهذا الكتاب وبيانه مَن هداهم الله -جل وعلا- فعلموا تأويل هذه الآية على وجهها الصحيح بإذن الله جل وعلا.
فقد ذهب طائف من العلماء، وهو الذي شرحه وبيَّنه وفصَّله أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى أن قول الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ </A>تفسير سورة البينة B1 معناه: أنه لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين متروكين حتى تأتيهم البينة، يعني أن الله -جل وعلا- لن يترك أهل الكتاب الذين كفروا، ولن يترك المشركين هكذا، بل لا بد أن يرسل إليهم رسولًا يبين لهم آيات الله -جل وعلا- ويدعوهم إلى الإسلام.
وهذا يوافق قول الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى </A>تفسير سورة البينة B1 ويماثله قول الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ </A>تفسير سورة البينة B1 يعني: لما كنتم قومًا مسرفين نعرض عنكم، ولا نرسل إليكم ذكرا، هذا لا يكون؛ لأن الله -جل وعلا- خلق الخلق لحكمة، وهي عبادته.
وإذا خلقهم لعبادته فلن يتركهم جل وعلا هملًا لا يعرفون شيئًا، بل لا بد أن يرسل إليهم الرسل، ويقيم عليهم الحجة، فالله -جل وعلا- ذكر في هذه الآية أنه لن يترك المشركين، ولا الكافرين من أهل الكتاب حتى تأتيهم البينة.
وهذه البينة بيَّنها الله -جل وعلا- قال: تفسير سورة البينة B2 رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً </A>تفسير سورة البينة B1 أي: يتلو هذا القرآن العظيم الذي هو منزل من عند الله مطهر ولهذا تفسير سورة البينة B2 لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ </A>تفسير سورة البينة B1 تفسير سورة البينة B2 فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ </A>تفسير سورة البينة B1 أي: في هذه الصحف أحكام قيمة؛ لأن قوله جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ </A>تفسير سورة البينة B1 .
قال بعض العلماء: "الكتب" هنا جمع كتاب بمعنى حكم؛ لأن مادة "كتب" تأتي بمعنى حكم، كما قال الله جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي </A>تفسير سورة البينة B1 وبعض العلماء يقول: إن قوله جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ </A>تفسير سورة البينة B1 أي: أن هذا القرآن مشتمل على كتب سابقة من الكتب التي لم تنسخ، ولم تُحَرَّف.
وقوله جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ </A>تفسير سورة البينة B1 إلى آخر الآية هذا مكتوب في التوارة، وفي دين الله -جل وعلا- في هذا القرآن: تفسير سورة البينة B2 وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ </A>تفسير سورة البينة B1 وقال الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى </A>تفسير سورة البينة B1 ففي صحف موسى وإبراهيم مذكور أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وفي كتاب الله -جل وعلا- في آيات كثيرة قال تعالى: تفسير سورة البينة B2 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى </A>تفسير سورة البينة B1 .
فدل ذلك على أن قوله: تفسير سورة البينة B2 فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ </A>تفسير سورة البينة B1 أي: أن هذا القرآن مشتمل على شيء من الكتب السابقة مما لم يُنْسَخ، أو يُغَيَّر، والقرآن قد وافق تلك الكتب عليها، وهذا معنى ليس ببعيد، وإن كان الأكثرون على الأول.
ثم قال جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ </A>تفسير سورة البينة B1 أهل الكتاب لما جاءتهم البينة من عند الله تفرقوا، فاليهود منهم من آمن بموسى، ومنهم من كفر، والنصارى منهم من آمن بعيسى، ومنهم من كفر، ومنهم من قال: إنه هو الله، ومنهم من قال: إنه ابن الله، ومنهم من قال: إنه ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
ولما جاءتهم البينة، وهو نبينا -صلى الله عليه وسلم- اختلفوا فمنهم من آمن به، ومنهم من أعرض عنه، سواء من اليهود أو من النصارى، أو من المشركين فتفرقوا في هذا النبي مع وضوح البينة، ومع ذلك تفرقوا.
قال بعض العلماء: إن الله -جل وعلا- ذكر هذه الآية إعلامًا لهذه الأمة بألا تتفرق كما تفرق اليهود والنصارى، وهم الذين أوتوا الكتاب، وتفرق المشركون.
وفيها توبيخ لمن تفرق بعد أن جاءته آيات الله -جل وعلا- فدلت هذه الآية على التحذير من الفرقة والاختلاف، وأن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يجب أن تكون أمة واحدة كما قال الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ </A>تفسير سورة البينة B1 وفي الآية الأخرى تفسير سورة البينة B2 وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ </A>تفسير سورة البينة B1 .
ولهذا نهانا الله -جل وعلا- عن ذلك: تفسير سورة البينة B2 وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ </A>تفسير سورة البينة B1 ولهذا نهانا الله -جل وعلا- عن ذلك تفسير سورة البينة B2 وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ </A>تفسير سورة البينة B1 يعني: إذا حصل النزاع فشلوا، وهذا الفشل عام في أمور الدين والدنيا، وتذهب الريح، وتذهب القوة، ويتسلط الأعداء، وقال جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ </A>تفسير سورة البينة B1 .
فإذا تفرق الناس بعد هدى الله الذي بعث به نبيه -صلى الله عليه وسلم- لهم عذاب عظيم، وكيف لا يكون ذلك وقد امتن الله -جل وعلا- على هذه الأمة بأن أَلَّفَ قلوب أهلها، بعد أن كانوا أعداء متناحرين: تفسير سورة البينة B2 وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا </A>تفسير سورة البينة B1 .
ولهذا أخبر الله -جل وعلا- أن رحمته إنما تكون لغير المختلفين، وأما المختلفون فلا تنالهم رحمة الله، قال الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ </A>تفسير سورة البينة B1 فمَن رحم الله لا يختلفون.
فدلت هذه الآية على أنه يجب على المسلمين أن يتفقوا ولا يفترقوا، وألا يختلفوا، وألا يفعلوا ما يوجب الفرقة، ولكن هذا الاتفاق يكون على دين الله وشرعه، وليس على الأهواء، ولا على ما لا يرضي الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وإنما يكون الاجتماع على كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ولهذا كان السلف الصالح يقولون: "الاجتماع رحمة والفُرْقة والاختلاف شر ونقمة" لكنهم يريدون بهذا الاستمساك بحبل الله المتين الذي بعث به نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
قال الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ </A>تفسير سورة البينة B1 أي: أن الله -جل وعلا- ما أمر عباده إلا ليعبدوا الله جل وعلا مخلصين له بمعنى أنهم يعبدونه عبادة يصرفونها له، خالية من شوائب الشرك والرياء، بل تكون مخلصة لله -جل وعلا- لا يشركون فيها مخلوقًا، ولا يلتمسون بها حظًا من حظوظ الدنيا.
وقال تعالى: تفسير سورة البينة B2 حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ </A>تفسير سورة البينة B1 يعني: أنهم يخلصون لله ويكونون حنفاء، والحنيف هو المائل عن الشرك إلى التوحيد قصدًا، ولهذا سمى الله -جل وعلا- خليله إبراهيم حنيفًا: تفسير سورة البينة B2 إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا </A>تفسير سورة البينة B1 وقال جل وعلا لنبيه: تفسير سورة البينة B2 قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ </A>تفسير سورة البينة B1 فالحنيف هو المائل إلى هذا الدين عن قصد.
تفسير سورة البينة B2 وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ </A>تفسير سورة البينة B1 خص الله -جل وعلا- هاتين العبادتين؛ لأنهما الركنان الثاني والثالث بعد الشهادتين؛ ولهذا كان بعض العلماء من أهل السنة والجماعة يرى أن مَن ترك الصلاة أو الزكاة فهو كافر؛ لأن الله -جل وعلا- قرنهما كثيرًا، ورتَّب جل وعلا عدم قتال الكفار على فعلهما، وجعل الأخوة مرتبطة بفعلهما: تفسير سورة البينة B2 فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ </A>تفسير سورة البينة B1 .
وفي الآية الأخرى: تفسير سورة البينة B2 فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ </A>تفسير سورة البينة B1 فخَصَّ الله -جل وعلا- هاتين الآيتين بالذكر مع دخولهما في الدين؛ لأنهما من أعظم أركان الدين، قال جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ </A>تفسير سورة البينة B1 أي: وذلك دين الملة القيمة المستقيمة التي تَعَبَّدَ الله -جل وعلا- خلقَه بها.
ثم قال جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ </A>تفسير سورة البينة B1 يعني: أن المشركين في نار جهنم، وقد بَيَّنَا ذلك فيما سبق، وأنهم خالدين فيها لا يخرجون منها أبدًا، وقد تقدم بيان ذلك.
وزاد الله -جل وعلا- في هذه الآية تفسير سورة البينة B2 أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ </A>تفسير سورة البينة B1 البرية بمعنى الخليقة، يعني: أن الكفار هم شر الخلق، فهم أشر من البهائم والدواب؛ لأن هذه البهائم والدواب إذا كان يوم القيامة يجري بينها القصاص، لكن ليس عليها حساب، ولا عذاب، يقتص الله -جل وعلا- لكل واحدة من الأخرى، ثم يقال لها: كوني ترابًا، فتكون ترابًا؛ لأن الله -جل وعلا- لم يخلق فيها عقولًا لتدرك شرعه وحكمه.
وأما بنو آدم فخلق الله -جل وعلا- لهم عقولًا؛ ليدركوا بها هذا الشرع، وما بعثت به الأنبياء والمرسلون، فوقع الحساب عليهم جزاء على أعمالهم وعدلًا منه جل وعلا؛ ولهذا كان بنو آدم هم الذين كلفهم الله -جل وعلا- بأن يحملوا تكاليف الشرع: تفسير سورة البينة B2 إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا </A>تفسير سورة البينة B1 فلما حملها فإنه يحاسب عليها يوم القيامة.
ثم قال جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ </A>تفسير سورة البينة B1 قد صدق لنا أن الله -جل وعلا- دائمًا في كتابه الكريم يقرن ببن الجزاءين ويبين حال الفريقين، وهنا لما ذكر الله -جل وعلا- حال الكفار والمشركين، وما أعده لهم ذكر جل وعلا بعد ذلك حال عباده المؤمنين في الآخرة: تفسير سورة البينة B2 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ </A>تفسير سورة البينة B1 .
والبرية عند أكثر العلماء معناها الخليقة، وبعض العلماء يقول: إن البرية تحتمل أن تكون من البراء، وهو التراب، ويكون على ذلك أولئك هم خير من خلق من تراب، والمخلوق من التراب إما مؤمن وإما كافر، لكن أكثر أهل العلم على أن قوله جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ </A>تفسير سورة البينة B1 أي: أولئك هم خير الخليقة.
ومن هذه الآية استنبط بعض العلماء أن صالح البشر أفضل من الملائكة؛ لأن الله -جل وعلا- قال: تفسير سورة البينة B2 أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ </A>تفسير سورة البينة B1 يعني: خير الخليقة فدل على أن صالح البشر أفضل من الملائكة، وهذه المسألة قد تكلم فيها العلماء كثيرًا: فمنهم من يرى أن الملائكة أفضل، ومنهم من يرى أن صالح البشر أفضل، مع اتفاق العلماء على أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الخلق: من البشر، والملائكة، والجن وغيرهم.
قال الله -جل وعلا-: تفسير سورة البينة B2 أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ </A>تفسير سورة البينة B1 يعني: أن هؤلاء يكونون في جنة عدن، وجنة عدن هي جنة الإقامة؛ لأن كلمة عدن معناها مقيم، فهم في دار الإقامة، لا يخرجون عنها أبدًا.
وقال جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا </A>تفسير سورة البينة B1 يعني: لا يبغون عنها منقلبًا، ولا تحولا، وقوله: تفسير سورة البينة B2 خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا </A>تفسير سورة البينة B1 تأكيد للإقامة في جنات عدن، وأنهم لا يخرجون منها أبدًا.
تفسير سورة البينة B2 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ </A>تفسير سورة البينة B1 أي: أن الله -جل وعلا- قد رضي عنهم، وهم قد رضوا عن الله -جل وعلا- لأن الله -جل وعلا- أعطاهم ما وعدهم؛ ولأن الله -جل وعلا- هداهم، ووفقهم للطاعة، ويوم القيامة يرضون ويرضيهم الله جل وعلا. وقد قدمنا أن الله -جل وعلا- لا يرضى إلا عن القوم المؤمنين، وإذا رضي عنهم ربهم -جل وعلا- فإنه جل وعلا يكرمهم وينعمهم.
ثم قال جل وعلا: تفسير سورة البينة B2 ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ </A>تفسير سورة البينة B1 أي أن هذا الأجر لمن خشي الله -جل وعلا- ووجل قلبه من ربه، خشي الله -جل وعلا- خشية في قلبه، ظهرت آثارها على جوارحه، فعمل بطاعة الله -جل وعلا- والعبد إذا خشي ربه -جل وعلا- بلقبه ظهر آثار ذلك على جوارحه، كما قال تعالى: تفسير سورة البينة B2 اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ </A>تفسير سورة البينة B1 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النحلة الصغيرة

النحلة الصغيرة


المساهمات : 339
تاريخ التسجيل : 27/07/2008

تفسير سورة البينة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البينة   تفسير سورة البينة Icon_minitimeالسبت فبراير 06, 2010 10:16 am

شكراًعلى تفسير سورة البينة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة البينة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدينة المرح :: مجلس للنقاش العام :: القسم الإسلامي-
انتقل الى: